ثورة طبية جديدة.. تطبيق ذكي يكشف فقر الدم عبر صورة للأظافر

في خطوة تمثل تحولًا لافتًا في عالم التشخيص الطبي، نجح فريق من الباحثين بجامعة إيموري ومعهد جورجيا للتكنولوجيا في تطوير تطبيق للهواتف الذكية قادر على اكتشاف فقر الدم من خلال تصوير أظافر اليد فقط، دون الحاجة لتحاليل دم تقليدية أو وخز الإبر.

ويعتمد التطبيق على خوارزمية ذكاء اصطناعي متقدمة تحلل لون قاعدة الأظافر، التي تعكس بدقة مستوى الهيموغلوبين في الدم، وهو البروتين المسؤول عن نقل الأكسجين ومنح الدم لونه الأحمر. وعند انخفاض نسبته، تميل قاعدة الأظافر إلى اللون الشاحب، ما قد يشير إلى وجود فقر دم.

وخضع التطبيق لاختبارات مكثفة على أكثر من 9 آلاف مستخدم، أظهرت أن نسبة دقته بلغت 89% من حيث الحساسية، و93% من حيث الخصوصية، عند استخدام عتبة 12.5 جم/ديسيلتر كمستوى مرجعي للهيموغلوبين. ويتيح للمستخدمين إدخال بيانات فحوصاتهم السابقة لتحسين الدقة، لتصبح مقاربة لأجهزة القياس المعتمدة من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA).

أداة مجانية وميسّرة للملايين

وقد أطلقت شركة Sanguina التطبيق بشكل مجاني للجمهور، وسجل حتى الآن أكثر من 1.4 مليون استخدام داخل الولايات المتحدة، ما يعكس الإقبال الكبير عليه، خاصة من مرضى الأمراض المزمنة مثل السرطان، وأمراض الكلى، وسوء التغذية، الذين يحتاجون لمتابعة دورية لمستويات الهيموغلوبين.

ويمثل التطبيق بديلاً فعالًا وسريعًا للفحوصات التقليدية التي قد تتطلب وقتًا وتكاليف مرتفعة أو يصعب الوصول إليها، خصوصًا في المناطق النائية والمحرومة من خدمات الرعاية الصحية.

أداة تحليلية تكشف الفوارق الاجتماعية

ولم تتوقف فائدة التطبيق عند التشخيص فقط، بل أظهرت بيانات استخدامه فروقًا اجتماعية واقتصادية، حيث سجل مستخدمو أجهزة أندرويد، المنتمون غالبًا لشرائح ذات دخل منخفض، مستويات هيموغلوبين أقل من مستخدمي آيفون، ما يسلط الضوء على ترابط وثيق بين الفقر والصحة.

رغم الدقة العالية التي يقدّمها التطبيق، يؤكد مطوّروه أنه لا يغني عن الفحص الطبي الكامل، بل يُعد أداة مساعدة لمراقبة الحالة الصحية، خصوصًا لمن يواجهون صعوبة في إجراء التحاليل الدورية بسبب ظروف مادية أو لوجستية.

ويحذر الأطباء من الاستهانة بفقر الدم، الذي لا تقتصر أعراضه على التعب والدوخة فقط، بل قد يؤدي إلى مضاعفات أخطر، مثل ضعف المناعة، أو يكون مؤشرًا على أمراض خطيرة كسرطان القولون والمستقيم، حيث تظهر دراسات أن ما بين 30% إلى 75% من المصابين به يعانون من فقر الدم أيضًا.

يُذكر أن هذا الابتكار يفتح آفاقًا واسعة نحو مستقبل تشخيصي رقمي، يجعل من الهاتف الذكي أداة متقدمة لمتابعة الصحة الشخصية بدقة وسهولة.